جاري تحميل ... الأهرام نيوز

رئيس التحرير: محمد عبدالعظيم عليوة

مدير التحرير: د.مجدي مرعي

رئيس التحرير التنفيذي: عبدالحليم محمد

نائب رئيس التحرير: د.الحسن العزاوي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

مقالات

فراج اسماعيل يكتب سفينة نوح.. من يركبها؟!



العبادة رباط شخصي بين العبد وربه وهو أعلم بعباده، لكن الاعتقاد بأن وباء كورونا عقاب رباني جماعي والنجاة منه هو الانقطاع للعبادة والدعاء على الأمم غير المسلمة بالهلاك، مخالف لمنطق الأشياء وحكمة الحياة الدنيا.
مات الصحابي الجليل أبوعبيدة بن الجراح في طاعون الشام وهو أمين الأمة المكرم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يعقل أن يكون ناله عقاب قوم آخرين كان بينهم مجاهدا عندما نزلت عليهم تلك الجائحة.
الأوبئة والأمراض لا يعلم حكمتها إلا الله، والجميع، مسلمون وغيرهم، لا ملجأ لهم  إلا التوكل على الله والبحث والاجتهاد، في إطار أول وأعم فريضة ربانية نزل بها جبريل عليه السلام إلى الرسول صلى الله عليه وسلم"اقرأ باسم ربك الذي خلق".
المساجد أغلقت والعمرة أوقفت خوفا من انتشار كورونا، والبعض منا  لم يزل يكتب  أو يصيح بأنه عقاب رباني للكافرين والملحدين، يدعو على الغرب الكافر والصين الملحدة، مع أننا  نكتفي بالبكاء على المساجد المغلقة والدعاء، تاركين أمر الحرب المستعرة لعلماء هذه البلاد لإنقاذ الإنسانية من عدو شرس غير مرئي، وسيفلحون إن شاء الله، وستفتح بسبب جهودهم المتواصلة ليل نهار المساجد مرة أخرى أمام المسلمين، الذين سيستمرون في الدعاء على الغرب والصين بالهلاك!
فإذا هلكت هذه الأقوام فمن كان سيواجه الوباء علميا وليس بالتواكل والدعاء والبكاء على الإجراء الوقائي بتعطيل الصلاة في المساجد؟.. من غير علمهم وتقدمهم كيف كنا سنقطع الآفاق ونركب المسافات في كون تحول بفضلهم إلى قرية صغيرة؟!
العودة إلى الله هو أن ننهض من رقدتنا، ونتخلى عن الاعتقاد بأننا نركب سفينة نوح لكوننا فقط مسلمين.
سفينة نوح أمام هذا العدو هي التي تركبها أقوام تجلس في معامل البحث والصفوف الأولى وتنفق أموالها في سباق اكتشاف لقاح  ينقذ البشرية ومن بينهم نحن، دون يأس أو قنوط أو استسلام.
الرسالة الربانية التي ينبغي استيعابها في أزمة العالم الحالية، أن نتوحد مع الجميع ، لمواجهة العدو الذي وحد البشرية بالفعل.
الوسوم:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *