جاري تحميل ... الأهرام نيوز

رئيس التحرير: محمد عبدالعظيم عليوة

مدير التحرير: د.مجدي مرعي

رئيس التحرير التنفيذي: عبدالحليم محمد

نائب رئيس التحرير: د.الحسن العزاوي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

مقالات

صفوت عمران يكتب: مصر وإسرائيل صراع لم ينته

 .. وسد النهضة لعبة تل أبيب الجديدة ضد القاهرة..وأبي أحمد ذراع صهيوني يجب قطعه


لم يكن إنسحاب إثيوبيا من مفاوضات سد النهضة قبل ساعات من توقيع الاتفاق النهائي مع دولتي المصب لنهر النيل "مصر والسودان" برعاية أمريكية مفاجأة للكثير من المتابعين، فالقرار الأثيوبي تم رهنه لإسرائيل لذا   قلنا في سبتمبر الماضي أن «حل أزمة سد النهضة في "تل ابيب" وليس "أديس أبابا".. نحن نفاوض الشخص الخطأ ونواجه العدو الخطأ»، وفي ذلك الوقت لم نقصد إطلاقا التشكيك في الدولة المصرية أو تقديم رؤية صدامة للرأي العام المصري والعربي، وانما أردنا كشف عدة حقائق اثبتت الأيام صحتها خاصة بعدما انسحبت اثيوبيا من المفاوضات التي تمت برعاية واشنطن على مدار عدة أشهر، وتصاعد تصريحات اديس بابا ضد القاهرة بدرجة غرور وتعالي غير مسبوقين، لتؤكد فشل مفاوضات 6 سنوات كاملة،  وهو ما يتوجب وقفه صادقة مع النفس، ومصارحة الشعب المصري بحقيقة الموقف، وأن سد النهضة لعبة إسرائيلية جديدة ضد القاهرة.

#أن مشروع سد النهضة لم يكن فكرة إثيوبيا من الأساس، بل فكرة صهيونية بأمتياز لتعطيش مصر وحرمانها من النيل شريان الحياة، وتهديد مستقبل شعبها، وخلق صداع دائم للقاهرة، لا ينتهي الا بمد مياة النيل من سيناء إلى الكيان الصهيوني "دولة الإحتلال"، سواء لاعتبارات اقتصادية أو دينية، واستخدام أبي أحمد ذراع الصهيونية في إثيوبيا لتنفيذ هذا المخطط لذا كان منحه جائزة نوبل للسلام العام الماضي لتعلميه وجعله شخصية دولية، في المقابل سيكون البديل تعطيش مصر وتهديد أمنها القومي.

#ورغم استخدام المفاوض المصري لتكتيك فضح الجميع ورفع برقع الحياء عن وجه الجميع، عندما طلب بنفسه الوساطة الأمريكية في الأزمة رغم معرفة علاقة واشنطن المشبوهة بالملف إلا أننا نجدد ما قلناه من قبل: امريكا ليست طرف محايد بالنسبة لمصر .. ومعلوم مطامع إسرائيل في مياة النيل.. ومعلوم أن الذي يحمي سد النهضة الآن منظومة دفاع إسرائيلية بحماية إسرائيلية ..  ومعلوم أن تل ابيب وواشنطن يريدان اجبار مصر على تنفيذ صفقة القرن المشبوهة ونسف القضية الفلسطينية ..  ومعلوم اننا اضعنا 6 سنوات في التفاوض مع دولة لا تملك من امرها شئ، وإن السد جزء من المؤامرة الدولية ضد مصر .. لذا اختيار أمريكا كوسيط كان  ينطوي على خطورة بالغة لعدة اسباب:

1- أمريكا ليست وسيط نزيه أو محايد.

2- مساومة مصر على "مياة النيل مقابل صفقة القرن" أي "العطش أو التنازل على الأرض" وهو السيناريو الأقرب للعقلية الصهيوأمريكية الآن .. أو "مياة النيل مقابل امتداد النيل إلى الكيان المحتل" أي تحقيق النص التلمودي: "وصول مياة النيل إلى اورشليم" - الاسم اليهودي لمدينة القدس الشريف - والذي يدعمه بقوة مجانيين نهاية الزمان الذين يحكمون العالم الآن، وهو تحدي كبير امام المصريين الذين يرفضون الخيارين معاً.. وربما كان رفض القاهرة سبب الموقف الأثيوبي الأخير.
ض
3- في ظل مجتمع دولي متآمر وبالتالي لن يكون في صف حقوقك العادلة.. وهو خطر معروف وممتد.

4- اصدقاء غائبون عن المشهد أما لانشغالهم بمشاكلهم الداخلية أو لعدم امتلاكهم قدرة على الفعل أو لأنهم لا يريدون لك "النجاه أو الغرق" بدافع الغيرة المقيت.

#الا أنه قبل كل ذلك علينا الإعتراف بأن اتفاق المبادئ الذي وقع في الخرطوم مارس 2015 بين مصر والسودان واثيوبيا من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها القاهرة تحت مبدأ حسن النوايا..  رغم ان العلاقات الدولية لا تعترف إلا بالمصالح والمصالح فقط..  وهو ما ذهبت إليه أثيوبيا متحدية الجميع، ويمكن تصحيح خطأ اتفاق المبادئ بعدما ظهرت سوء نوايا أثيوبيا، عبر عرض اتفاق المبادئ علي البرلمان.. فيقوم البرلمان برفضه.. ليصبح وكأنه والعدم سواء.. من اجل استعادة الحق القانوني لمصر في نهر النيل... والذهاب الي المنظمات الدولية لفرض الحق المصري استنادا للقانون الدولي...

ويبقى امام الدولة المصرية عدة خطوات وسيناريوهات لمواجهة الأزمة الراهنة:

1- مناقشة البرلمان لاتفاق إعلان المبادئ الذي وقع بين مصر واثيوبيا والسودان في الخرطوم، مارس 2015، ورفض مجلس النواب للاتفاق فلا يدخل حيز التنفيذ ويصبح لاغياً.

2- اللجوء إلى المنظمات الدولية والاستناد للقانون الدولي سواء فيما يتعلق بمبدئي الحفاظ على الحقوق التاريخية، وعدم الاضرار بدول المصب، أو العمل على استصدار قرار دولي يمنع أي اجراء أثيوبي لحين البت في القضية محل النزاع.

3- اللجوء إلى خيار الحرب وجعله الخيار الأخير فما تفعله أثيوبيا يمثل تهديد مباشر للأمن القومي المصري ويحتاج إلى ردع واسع..

#الحقيقة .. أننا نحتاج رد واضح  على الغرور الإثيوبي المدعوم من تل أبيب،  وأن نثبت أن الدولة المصرية تجاوزت مرحلة الضعف الذي شهدتها في 2011 وما بعدها .. وإن الجيش المصري الذي يحتل الترتيب التاسع بين أقوى الجيوش قادر على حماية مقدراتنا .. نحتاج أن نؤكد الرافال والمسترال وغيرها جاهزون لحماية أمننا القومي ولم نأتي بهم للشو الإعلامي والاستعراض السياسي ..  وإذا كان النظام السياسي يتحدث دائما بأننا أقوياء فقد حان الوقت ليبرهن  على ذلك وإلا تكون تلك التصريحات مجرد "طق حنك" للاستهلاك المحلي.

#ثقتنا في المفاوض المصري وفي قواتنا المسلحة، تجعلنا نؤكد أن  مصر من البداية تضع جميع الإحتمالات في التعامل مع أزمة السد بما فيها ابعد الخيارات وهو الخيار العسكري  .. الا ان الخيار العسكري يظل الخيار الأخير والصعب  لاعتبارات  إقليمية ودولية.. ولا يجب التلويح به كثيرا حتي لا يضر بالموقف المصري خاصة ان أديس ابابا تستقوي بتحالف دولي ضخم لا يجب الاستهانة به، وإن اثيوبيا لم تعد علي ما كانت علية وقت الرئيس السادات  .. وفي الحرب بخلاف السياسة لا تلوح إلا بما تستخدمه بشكل فوري ومفاجئ ....

#ويجب على الحكومة ان تصارح الشعب بانها منحت اثيوبيا ثقة لا تستحقها..  وان مصر سوف تتحرك بقوة للحفاظ علي حقوقها المائية، كما يجب محاسبة كل من قصر في هذا الملف .. الا أن أزمة سد النهضة يجب عدم استخدامها في تصفية حسابات داخلية بين النظام والمعارضة بل يجب تشكيل لجنة عليا لإدارة الأزمة تضم كافة الأطياف "نظام ومعارضة" .. فالقضية تهم كل المصريين وليس الرئيس السيسي والحكومة الحالية فقط، ونؤكد للسيسي والحكومة أن الرئيس الأسبق "حسني مبارك" استعان برموز المعارضة في قضية "طابا" لأنها  قضية مصرية خالصة.. وعلى "السيسي" أن يفعل ذلك ويحشد كل القدرات الوطنية لمواجهة تلك الأزمة

#كما أن التواجد المصري القوي في جنوب السودان ونجاح  المخابرات العامة المصرية في عقد مصالحة بين الجماعات المتحاربة هناك وعقد اتفاق سلام، له انعكاس واضح علي تواجد مصر في تلك المنطقة وأيضا علي ملف "سد النهضة" ...خاصة أن أي تواجد مصري في جنوب السودان يزعج إثيوبيا المجاورة لها..  وتواجد مصر في جوبا تهديد مباشر .. لإسرائيل حليف أثيوبيا الرئيسي ... ليبدو في الأفق احتياجنا إلى احياء شركة النصر أو  إنشاء شركة جديدة بنفس الأهداف.

#اخبرني صديقي أن القاهرة تعلم كل ما سبق وأكثر، وتعرف كل الاعيب هولاء، وكانت أيضا تتوقع انسحاب إثيوبيا أو بالأدق تنتظر إنسحابها من المفاوضات التى كانت برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، والتى جائت رعايتها لتلك المفاوضات بطلب من القاهرة نفسها، كي تكون واشنطن وأبي أحمد ومن يحركه "إسرائيل" في معادلة واحدة، وإذا لم تنجح في وساطتها سيكون للقاهرة كل الحق في الرد على الجانب المعتدي، وحينها سيكون القانون الدولي أول من يقف في صفها، مؤكدا أن قرار سد النهضة ليس بيد "أديس أبابا" ولم يكن الغرض منه  تنمية إثيوبيا بقدر تعطيش مصر، وتنفيذ مشروع لي ذراع مصر عبر نهر النيل مصدر الحياة ومنبع  الحضارة.

#ليبقى سؤال يستحق مزيد من المتابعة ..  هل إشعال أزمة سد النهضة الهدف منه جعل مصر توافق علي توصيل مياة نهر النيل  لإسرائيل مقابل توقف بناء السد؟ ... قد يبدو سيناريو خيالي ...لكن علمتنا الحياة ألا نلغي فرضية أي أحتمال .. فكل الأشياء وارد حدوثها، خاصة أنه بعد تصريحات الجانب الاثيوبي التى حملت لهجة التحدي صار اللعب على المكشوف، وثبت الأحداث أن ما بعد أجتماع الرئيس المصري بقادة القوات المسلحة بمقر وزارة الدفاع أول أمس ليس كما قبله، وعلينا جميعا أن نأخذ خطوة للخلف من أجل الوطن.. وتبقى معركة محاسبة من أفسدوا مؤسساتنا، واهدروا قدراتها ضرورة لا غنى عنها لأننا ندفع ثمن ذلك الآن أضعاف مضاعفة.
الوسوم:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *