جاري تحميل ... الأهرام نيوز

رئيس التحرير: محمد عبدالعظيم عليوة

مدير التحرير: د.مجدي مرعي

رئيس التحرير التنفيذي: عبدالحليم محمد

نائب رئيس التحرير: د.الحسن العزاوي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

مقالات

المستشار سامح عبدالله ماذا كان سيصنع هؤلاء فى زمن الكرونا..!



(سلسلة مقالات تحاكى عودة بعض الشخصيات الأكثر تأثيرًا فى الضمير الإنسانى إلى زمن الكورونا)


فنجان قهوة 


١- ليوناردو دافنشي


هناك عند مشارف عصر النهضة كان هناك رجلًا يقترب من منتصف العقد الرابع من العمر، لم يكتف أن يصير رسامًا ونحاتًا وموسيقيًا ومهندسًا بل أدرك

فى عبقرية فاذة أن كل هذا وغيره لن يكتمل دون أن يتوافر له قدرًا من الإحاطة  بعلم تشريح الجسد.
هنا يذهب الرسام بعيدًا عن أجواء الألوان الزيتية وأخشاب الحور إلى مشارح المستشفيات حتى أنه قام بتشريح ما يقارب ثلاثين جثة حتى يدرك بحواسه خيوط هذا الجسد المتشابكة.
لا عجب إذن أن تأتى "موناليزا " بتلك الدقة التى حيَّرت العالم حتى أن عاِلم علم النفس الأشهر "سيجموند فرويد" يقف مشدوهًا أمام عينيها دون أن يقل لنا ماذا قرأ فيها وهو الذى طالما قرأ دواخلنا المختبئة فى اللاشعور.
تأموا عينيها المنصبتين على العالم وقولوا لى ماذا قرأتم..!
كيف جرؤ دافنشى أن يرسمها هكذا دون حواجب أو رموش ..كيف تحدى الأجيال بهاتين العينين الثاقبتين بحيث أننا بتنا حتى اليوم عاجزون عن أن ندرك ماذا أراد الرجل أن يقول لنا من خلالهما، ثم انظروا إلى يديها كيف فصلها هذا التفصيل الحيوى..!
لقد تذكرت!.. إنه عكف على التشريح قبل أن يمسك بريشته ليرسم "مونايزا" ومن أجل ذلك جاءت يديها على هذا النحو ناضرة غضة ماتزال الدماء تجرى بين شراينها.

كانت "موناليزا" التى اتستغرق رسمها أربع سنوات هى عنوان عصر  النهضة ومدخله اللامتناهى ولم يشئ القدر أن يسلمها دافنشى إلى تاجر الحرير الفلورنسى الذى قيل أنه أراد أن يهديها إلى زوجته "ليزا" ليستقر بها الحال خلف لوحٍ من زجاج مضاد للرصاص بمتحف اللوفر.

ماذا لو كان دافنشى بيننا اليوم فى زمن الكرونا..
ماذا كان سيرسم..هل كانت ستولد "موناليزا" أخرى تنظر إلى العالم بتلك النظرات الغامضة .. لا أدرى. ربما صور  "الأم" وهى تلتاع حزنًا على ولدها القابع فى حجر صحى يستنشق الحياة عن طريق جهاز تنفس صناعى..ربما!

ربما صور
" خيوط السماء " يمثل فيها أذرع لبشرٍ تتشبث بخيوطٍ ممتدة إلى السماء منهم من يصل ومنهم من يهبط فوق الأرض.. ربما!

ماذا كان سيصور دافنشى من بين عشرة آلاف ايطالى قضوا بهذا الوباء اللعين..!
ربما كانت اللوحة هى
" القيامة الأولى"
آلاف البشر يتصارعون فى تناغم شديد مثلما تتصارع الآلات فى أوركسترا الايطالى الشهير "مونتفيردى"
إن دافتشى قادر على أن يصنع الصراع والتناغم من ريشة واحدة وفوق لوحة واحدة لقد فعلها مرات..ربما!

أم أنه كان سيستدعى لوحته
"يوحنا المعمدان"
إنه رسمها بذات الغموض الذى رسم به موناليزا..
هو ذات التعبير المبهم للعينين..هو ذاته السر الأعظم الذى لم ندركه حتى اليوم لكننى أتخيل شيئًا آخر..
ربما رسمه هنا فى زمن "الكرونا" هذا الثائر الذى يصيح فى البرية بعدما اجتاحها الوباء : "أعدّوا طريق الرّب واجعلوا سبله مستقيمة. كل وادٍ سيردم وكل جبل وتل سينخفض وتصير الأماكن الملتوية مستقيمة، والأماكن الوعرة طرقًا مستوية، فيبصر كل البشر الخلاص الإلهي" ..ربما!
أرانى قد اسهبت فى استخدام لفظ "ربما" هذا لأنننى أتكلم من الخيال أما الأن فأنا أعود إلى الواقع.
الوسوم:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *