أم المصائب .. أمراض القلب
فى الوقت الذى ينشغل فيه العالم أجمع بما يسمى فيروس "كورونا" .. نجد البعض من المغمورين فى بلدانهم ، من مرضى النفوس .. وممن يهوون الشهرة سوى الحديث عن مصر بمناسبة وبدون مناسبة،.. كل يوم يطل علينا أحد المرتزقة ممن تمولهم أجندات غربية.
تركوا رسالتهم السامية فى الكتابة وتوعية المواطنين لأخطار هذا الفيروس اللعين الذى يهدد العالم .. وتفرغوا وسلطوا أقلامهم المسمومة تجاه مصر ، وكأن مصر هى من صدر "الكورونا إلى العالم".
طلت علينا كاتبة سودانية تدعى "سهير عبد الرحيم" تقول: "صدقوني لا خير يأتينا من مصر، فمصر ليست أم الدنيا.. إنها أم المصائب".
واستطردت أن سبب انتشار الفيروس في مصر مرده إلى انعدام ثقافة النظافة، لذلك "كورونا" وجدت مرتعها الخصب في جسد كثير من المواطنين بمصر.
يا سبحان الله .. فماذا عن إيطاليا؟ وفرنسا؟ وأمريكا؟ وكبرى دول العالم المتقدمة .. ماذا أصابها؟
ومن أين لها بكورونا؟
من أم المصائب مصر كما تدعى؟
ألا تستحى يا أخت سهير؟
كيف خلعتى عباءة وطنك العربى ؟
وكيف تتظاهرين أنك تعيشين فى سويسرا؟
أين هى حمرة الخجل؟
دعينا نتحدث بالأرقام - وهذا ليس شماتة فى السودان - فأمنياتي كمواطن عربى يؤمن بقوميته العربية أن يرى الأمة العربية فى مصاف الدول المتقدمة .. ولكن هذه الأرقام للتذكرة فقط.. لعل الذكرى تنفع المؤمنين.
فبحسب الخريطة الوبائية في السودان التي رصدتها منظمة الصحة العالمية الأوبئة منذ عام 2005م وحتى العام الآن، نجد أن الالتهاب السحائي أصاب أربعة عشر ألف مواطن، وأودى بحياة «470» مواطناً.
الإسهال المائي الذي يعتبر التلوث من أسبابه المباشرة، فقد أصاب «31849» مواطنا،ً وتسبب في وفاة «419» مواطناً.
ومن الأوبئة التي سجلت ارتفاعاً كبيراً في الإصابة والانتشار الحمى الصفراء التي أصابت «613» مواطناً بجنوب كردفان، وتسببت في موت «184» .
وتعتبر ولايتا كسلاو البحر الأحمر من الولايات التي تنتشر فيها حمى الضنك، حيث أصابت «4812» مواطناً وتسببت في وفاة «65» مواطناً، أما حمى الوادي المتصدع التي تنتشر في ولايات كسلا، النيل الابيض، سنار، الجزيرة ونهر النيل والخرطوم، فقد أصابت وقتلت «893» مواطناً.
وأصابت الحصبة «2100» مواطن، وأودت بحياة «31»، فيما شهدت ولاية شمال كردفان ظهور التهاب الكبد الذي أصاب «404» مواطنين وتوفي بسببه «56» مواطناً، وهناك أمراض أخرى ظهرت بصورة محدودة، ولم تنتشر مثل الحمى الغامضة، والسعال الديكي والجرب الذي أصاب «419» بالولاية الشمالية، بخلاف الجذام.
دعك من سلوكك العدائى ودعينا نعطى لك درسا فى التاريخ.
العام الماضى مر مائة عام على ثورة 1919، التي أيقظت الوعي الروحي والفكري والسياسي، وأدت إلى ميلاد الدستور المصري وإلى قيام ثورة 1924 في السودان، تلك الثورة التي كان شعارها وحدة وادي النيل.
أن الوجود المصري في السودان أسهم في توحيد الكيان السياسي السوداني وربط أقاليمه بمصر برباط الوحدة العضوية والسياسية، الأمر الذي عزّز ورسّخ الأسس الوحدوية لوادي النيل ورسخ علاقات التواصل الديني والنفسي والثقافي والوجداني، إضافة إلى المياه والاقتصاد والتجارة، وظل السودان يشكل جزءاً من مصر خاصةً قبل اتفاقية الحكم الثنائي التي أعقبت الاحتلال البريطاني للسودان 1899.
في تلك الفترة، أن أرسلت مصر المهندسين والخبراء الزراعيين لتدريب الأشقاء على أصول الزراعة ونشر الوعي الزراعي، كما أرسلت أبناء السودانيين إلى المدارس الزراعية في مصر وأدخلت غلات زراعية جديدة لزراعتها في الأراضي السودانية، كما أسهمت مصر في مشروع مد خطوط السكك الحديدية وعمل حواجز لمقاومة فيضان النيل الأزرق الذي كان يهدد الخرطوم.
وظل هذا الامتداد وسيظل رغم أنف الحاقدين مثلك.
إذا كنت تتحدثين عن أم المصائب.. فأم المصائب من وصفت مجلسها العسكرى بـ" بالجيفة المتعفنة".
أم المصائب التى لا تعرف دورها الحقيقى نحو مجتمعها الإقليمي الذى تمثل مصر جزءا أصيلا فيه، شئت أم أبيت.
أم المصائب هى من تزرع الفتنة بين الأشقاء المصريين والسودانيين.
أم المصائب التى لم تلتف إلى ما يصنعه الغرب لتفتيت أمتنا.
أم المصائب أن تصيبنا أمراض القلب وليس كورونا.
قال تعالى «إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا».
,,,, وائل ربيع
صحفى مصرى - عربى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق