جاري تحميل ... الأهرام نيوز

رئيس التحرير: محمد عبدالعظيم عليوة

مدير التحرير: د.مجدي مرعي

رئيس التحرير التنفيذي: عبدالحليم محمد

نائب رئيس التحرير: د.الحسن العزاوي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة


 


بقلم /  رضا علام

(ما هو الحب)

الحب لا يحتاج إلى مسمَّيات أو تصنيفات، هو عالم قائم بذاته، وإما أن يسكن العاشق داخل عالمه أو يبقى خارجه يتوهّمه.  "الحب لا يعطي إلا ذاته، ولا يأخذ إلا من ذاته، فهو لا يملِك ولا يُملك، حسبه أنه الحب".


الحب يملك دوافع، لا أسبابًا... باسمه ولأجله نُقدم على خطوات ونتراجع عن أخرى.. عندما لا نحبّ لا نعطي شيئًا... الحب ليس عاطفة ضمن عواطف أخرى بداخلنا، هو مظلة مشاعرنا وتكويننا الحقيقي ومنه يولد كل ما يشكل عواطفنا الأخرى.


هو أكثر ما نخافه وأكثر ما نتمنّاه، نمضي في حياتنا دون أن ندرك أنه يحيا بداخلنا وهو الدافع الأول والأجمل وأحيانًا الأشرس وراء كل ما نقوم به.


أكاد أرى بعين خيالي وأسمع بأثير روحي كوكب الشرق وهي تغني "طول عمري بخاف من الحب وسيرة الحب وظلم الحب لكل أصحابه، واعرف حكايات مليانة آهات... ياما عيون شاغلوني لكن ولا شغلوني إلا عيونك إنت دول بس إللي خدوني وبحبك أمروني" يعني باختصار شديد الحب يختارنا، مهما هربنا منه، مهما خفنا منه فسنعيشه لأنه بداخلنا وينتظر الشخص المناسب الذي يملك شفرة قلوبنا ليفكها.


لماذا هذا الكائن المعيّن بالذات دون غيره، ما الذي يميّزه؟ منصبه، شكله، علمه، ماله أو أيّ شيء آخر من البهرجات الخارجية؟ مَن أحب تلك المظاهر أحب القشرة، أحب ليشبع غرورًا داخله لكنه لم يهوَ حقًا... الحب يكمن في اللامعرفةـ هو سرّ سرَى في عروق العاشق، بلا دافع دفعه للتماهي في إسعاد المعشوق وكسب ودّه وتدليل ما يحب ليرضى، هو انخفاض في درجة حرارة "الأنا" وارتفاع في حرارة "عيناك وما تهوى"... هذا سرد لمشاعر خام لا علاقة لها بخضوع أو محو شخصية العاشق لأن تصرّفاتنا تمرّ على قناة الوعي في إدراكنا لتروّضها وتعطيها ملامح العاشق ليضفي عليها لمساته وشخصيته... لكن داخل العاشق حقيقته ذائبة في كيان المعشوق وهمّه رضاه... وأحيانًا يقول العاشق كلامًا لا ينطق به قلبه خوفًا على كرامته، وهنا يبدأ صراع داخلي، فاللسان يقول في لحظة وداع قاهرة كتبها القدر "أنا بخير، انتبه لنفسك، أتمنّى لك كل السعادة" نعم كلمات صادقة لكن لسان القلب يقول كلامًا آخر "سأبكي فور رحيلي عنك، سأصرخ بأعلى صوتي حتى أمزق وجع قلبي

الوسوم:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *