جاري تحميل ... الأهرام نيوز

رئيس التحرير: محمد عبدالعظيم عليوة

مدير التحرير: د.مجدي مرعي

رئيس التحرير التنفيذي: عبدالحليم محمد

نائب رئيس التحرير: د.الحسن العزاوي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

مقالات

محمد عبد الله يكتب بعد المرمطة

لم تكن المشكلة  فى تخلى الرئيس الراحل حسنى مبارك عن منصب رئيس الجمهورية فى 11 فبراير 11 ، إذ اكتشفنا فيما بعد أن الرجل اختار الحل الأصوب - وهبط بطائرة الوطن اضطراريا فى المنطقة الوحيدة القادرة على حمايتها - حين كلف القوات المسلحة بادارة شئون البلاد - صحيح ان التجربة كانت جديدة علينا ، ومثيرة أيضا - زاد من غرابتها ما بدأ يظهر من تحولات بشرية يحار العقل فى تفسيرها - فمن كانوا يُقَبِّلون ايادى النظام بالأمس وجدناهم يرجمون رموزه اليوم - لايهم فلعلها طبيعة الأشياء والبشر..
قبل 11 فبراير 11 كان لشخص الرئيس ولمقام الرئاسة، احترام يزيد عما سواه، كانت للشخص وللمقام هيبة ،  وكان لمبارك رصيد 40 عاما او يزيد من العطاء العسكرى والسياسى ، قائدا للقوات الجوية فى حرب أكتوبر ونائبا للرئيس السادات ورئيسا لمصر - يعنى تاريخ بجد -
فلما سقط التاريخ والانسان - انهار الرمز - وامتلأت الشاشات بكائنات فضائية تحترف السب والقذف والتشويه -
ولعلك تتذكر ان هناك من اخترع بلا دليل قصة امتلاك  مبارك 70 مليار دولار ثم بدأ حملة  شرسة لإجباره على الرحيل من مصر حين وصف وجوده بشرم الشيخ وقتها بأنه بؤرة للثورة المضادة - فكانت هذه الأفكار تتحول مباشرة إلى هتافات فى الميدان "يا مبارك يا طيار جبت منين 70 مليار"
لمّا حدث ذلك - فقد الكبير - عموما -  هيبته ، و أصبح المجتمع  أكثر اجتراء على رموزه - مبقاش ليه كبير - خصوصا بعد كارثة جلوس الاخوانى على كرسى رئيس جمهورية مصر العربية -
هذا الشعور كان ينغرس كسكين مسمومة فى قلب الشخصية المصرية - يقتل ما بقى فيها من تقدير للشخص او احترام للمكانة - كلما شاهدنا الرجل الذى حكمنا 30 عاما - يجرجر من السجن إلى المحكمة إلى المستشفى - بعد أن أصر على البقاء ورفض عروضا كثيرة للموت خارج مصر -  فأى احترام لأى أحد بعد كل هذه المرمطة ؟
لست احب أن أطيل عليك أكثر - فقط أقول لك : ان الحداد الرسمى  - والجنازة العسكرية - والعزاء  الذى تسابق الجميع على المشاركة فيه  - كل هذا - فى رأيى - كان لمصر - لا لحسنى مبارك - كانت فرصة لمصر لكى تستعيد ذاكرتها وشخصيتها -    و للمصريين لكى يستعيدوا توازنهم النفسى بعد ان استقرت الأوضاع، وحلقت طائرة الوطن من جديد.
الوسوم:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *